التدرج في السنة النبوية المطهرة
د. أمين الدميري
لقد كانت
سنةُ التدرج سمةً بارزة في السنة
النبوية المطهرة، والتي تُمثِّل
التطبيق العملي للإسلام، وكان من صور ذلك ما يلي:
أولاً:
مراعاة الترتيب في الدعوة؛ حيث كان البَدْء بالتوحيد أولاً؛ لأنه
الأساس للبنيان، فقد روى الإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه أن
معاذًا قال: "بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((إنك
تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعُهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلِمْهم أن الله افترض
عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلِمْهم
أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرَدُّ في
فقرائهم...))[1].
يقول النووي - رحمه الله -:
(بدأ بالأهم فالأهم) ،
ومن هنا يتبين أن أصل الدعوة إنما هي الدعوة إلى التوحيد، بدليل
قوله: ((فادعهم))، وأن تكاليف الإسلام بعد ذلك تابعةٌ للأصل، بدليل
قوله: ((فأعلِمْهم)).
ثانيًا:
مراعاة الترتيب في درجات المدعوِّين؛ حيث كان البَدْء بالأقربين
وبمَن حوله أولاً، قال تعالى: ﴿
وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ [الشعراء: 214].
يقول الرازي:
(ثم أمره بدعوةِ
الأقرب فالأقرب، وذلك أنه إذا تشدَّد على نفسه أولاً، ثم بالأقرب
فالأقرب ثانيًا، لم يكن لأحدٍ فيه طعن ألبتة، وكان قوله أنفع،
وكلامه أنجع)[2]،
وقد بدأ عليه الصلاة والسلام بدعوة زوجته وابن عمه وصديقه أبي بكر،
ثم دعا أهله وعشيرته حين جمعهم عند الصفا.
مراعاةُ التدرج في
أقواله وأحاديثه، خصوصًا في حديثه عن الإيمان، فقد روى الإمام مسلم
في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: ((الإيمان بضع وسبعون - أو بضع وستون - شعبة، فأفضلها قول لا
إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من
الإيمان))[3].
وقال الإمام النووي - رحمه الله
تعالى -:
(وقد نبَّه صلى الله
عليه وسلم على أن أفضلَها التوحيد المتعين على كل أحد، والذي لا
يصح شيء من الشُّعَب إلا بعد صحته، وأدناها ما يتوقع ضرره
بالمسلمين من إماطة الأذى عن طريقهم، وبقي بين هذين الطرفين أعدادٌ
لو تكلف المجتهد تحصيلَها بغلبة الظن وشدة التتبع لأمكنه)[4].
مراعاة التدرج في
تغيير المنكر، حسب درجة المنكر، وفاعل المنكر، واستطاعة إزالة
المنكر، وتوصيف المرحلة من حيث الاستخلاف أو الاستضعاف، فقد روى
الإمام مسلم عن ابن سعيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: ((مَن رأى منكم منكرًا، فليغيره بيده، فإن لم
يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان))[5].
وكما كان نزول القرآن
منجمًا ومفرَّقًا، فإن كيفية نزول الوحي على رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان بصورةٍ متدرجة وعلى مراحل، فالمرحلة الأولى هي
الرؤيا الصادقة، ثم الخَلوة في غار حراء، ثم مجيء المَلَك، ثم فترة
الوحي؛ (أي احتباسه وعدم تتابعه وتواليه في النزول)، ثم تتابُع
الوحي، ثم الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى مسلم في صحيحه عن
عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أنها قالت: كان أول
ما بُدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة
في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبِّب
إليه الخلاء، فكان يخلو بغار حراء يتحنث فيه - وهو التعبد -
الليالي الطوال، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود، حتى فَجِئَه الحق، وهو
في غار حراء، فجاءه المَلَك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال:
فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قال: قلت:
ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم
أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة حتى
بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقال: ﴿
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ ﴾ [العلق: 1][6].
قال النووي - رحمه الله -:
(قال القاضي - رحمه
الله - وغيره من العلماء: إنما ابتدئ صلى الله عليه وسلم بالرؤيا؛
لئلا يفجَأه المَلَك ويأتيه صريح النبوة بغتةً، فلا تتحملها قوى
البشرية، فبُدئ بأول خصال النبوة وتباشير الكرامة من صدق الرؤيا)[7].
وهكذا كان ابتداء
الوحي، وهكذا كانت التهيئة لاستقباله، فكانت الرؤيا الصادقة
والخلوة في الغار تمهيدًا أو إعدادًا نفسيًّا وروحيًّا، وغير ذلك
مما يعلمه الله تعالى، فلم يكن نزول الوحي مباغتًا، بل سبقه إعداد،
وهذا تدرج، ثم بدأ الوحي، ثم فتر فترة من الزمن؛ كي يستوعب النبي
صلى الله عليه وسلم ما حدث، ثم تهيأ بعد ذلك لمرحلة ثانية، ولتتابع
الوحي، وهذا رحمة من الله تعالى بنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وحسب
سنة الله تعالى في التدرج.
التدرج في بيان أركان
الإسلام:
حيث بدأ بالأهم، وهو
التوحيد، وهو الفرض الأول، وهو الأساس للبنيان، ثم الصلاة، وهي
المفروضة على كل مسلم غنيًّا أو فقيرًا، ذكرًا كان أو أنثى[8]،
ثم الزكاة، وهي ليست مفروضة على كل مسلم، بل على الأغنياء فقط، ثم
الحج، وهو مفروض على القادر المالك للزاد والراحلة فقط، ثم هو مرة
واحدة في العمر، ثم الصيام، وقد فرضه الله تعالى شهرًا في كل عام[9].
وروى البخاري - رحمه
الله تعالى - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه
وسلم: ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا
رسول الله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان))[10].
ومن التدرج كذلك، ومن
حكمته صلى الله عليه وسلم في تطبيق قانون التدرج: تركُ بعض المصالح
خشية الوقوع في المفاسد، وترك منكر على ما هو عليه مؤقتًا خشية
الوقوع فيما هو أنكر منه.
ذكر البخاري في باب
(مَن ترك بعض الاختيار مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه فيقعوا في
أشد منه) - قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا عائشة، لولا أن
قومَك حديثٌ عهدهم - قال ابن الزبير: بكفرٍ - لنقضتُ الكعبة فجعلت
لها بابينِ: باب يدخل الناس وباب يخرجون))، ففعلها ابن الزبير[11].
يقول ابن حجر - رحمه الله تعالى -:
(وفي الحديث معنى ما
ترجم له؛ لأن قريشًا كانت تُعظِّم أمر الكعبة جدًّا، فخشي صلى الله
عليه وسلم أن يظنوا - لأجل قرب عهدهم بالإسلام - أنه غيَّر بناءها،
لينفرد بالفخر عليهم في ذلك، ويستفاد منه ترك المصلحة لأمن الوقوع
في المفسدة، وفيه ترك إنكار المنكر خشية الوقوع في أنكر منه، وأن
الإمام يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم، ولو كان مفضولاً، ما لم يكن
محرَّمًا)[12].
والأمثلة كثيرة، والدلائل لا حصر
لها، ولكن أذكر ما كتبه الشيخ سيد قطب - رحمه الله تعالى - في
مقدمة سورة الأنعام:
(لقد شاءت حكمة الله
أن تكون قضيةُ العقيدة هي القضيةَ التي تتصدى لها الدعوةُ منذ
اليوم الأول للرسالة، وأن يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى
خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا أن لا إله إلا الله... ولم
تكن هذه - في ظاهر الأمر، وفي نظرة العقل البشرى المحجوب - هي
أيسرَ السبل إلى قلوب العرب...
وكان في استطاعته -
وهو الصادق الأمين - أن يُثِيرها قوميةً عربية تستهدف تجميع قبائل
العرب التي أكلتها الثارات، وفرقتها النزاعات، وإعلاء راية العربية
والعروبة، ولو دعا يومها هذه الدعوة، لاستجابت له العرب قاطبة،
بدلاً من أن يعاني ثلاثة عشر عامًا في اتجاه معارضٍ لأهواء أصحاب
السلطات في الجزيرة... وكان في استطاعته صلى الله عليه وسلم أن
يرفعها رايةً اجتماعية، وأن يثيرها حربًا على طبقة الأشراف لتعديل
الأوضاع ورد أموال الأغنياء على الفقراء، وكان في استطاعته أن
يُعلِنها دعوة إصلاحية، تتناول تقويم الأخلاق وتطهير المجتمع،
وتزكية النفوس، وتعديل القيم والموازين، وكان واجدًا وقتها - كما
يجد كل مصلح أخلاقي في أية بيئة - نفوسًا طيبة يُؤذِيها هذا الدنس
المتمثل في الزنا والخمر والميسر، وغير ذلك، وتأخذها الأريحية
والنخوة لتلبية دعوة الإصلاح والتطهير.
وربما قال قائل: إنه
لو صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، فاستجابت له - في أول
الأمر - جمهرةٌ صالحة تتطهر أخلاقها، وتزكو أرواحها، فتُصبِح أقرب
إلى قبول العقيدة وحملها، بدلاً من أن تثير دعوةُ (أن لا إله إلا
الله) المعارضةَ القوية منذ أول الطريق.
ولكن الله سبحانه -
وهو العليم الحكيم - لم يُوجِّه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
مثل هذا الطريق، لقد كان سبحانه يعلم أن ليس هذا هو الطريق، كان
يعلم أن الأخلاق لا تقوم إلا على أساس من عقيدة، تضع الموازين،
وتقرِّر القيم، وتقرر السلطة التي ترتكن إليها هذه الموازين
والقيم، كما تقرِّر الجزاء الذي تملكه هذه السلطة، وتوقعه على
الملتزمين والمخالفين، فلما تقررت العقيدة، تطهرت الأرض، وتطهر
المجتمع من الظلم الاجتماعي، وتطهرت النفوس والأخلاق، ولقد تم هذا
كله؛ لأن الذين أقاموا هذا الدين في صورة دولةٍ ونظامٍ وشرائعَ
وأحكامٍ، كانوا قد أقاموا هذا الدين من قبلُ في ضمائرهم وفي
حياتهم، في صورة عقيدة وخلق وعبادة وسلوك...)[13].
وهكذا نجد أن التدرج
سنةٌ ربانية، وحقيقة كونية، وقانون
الله تعالى في الخلق والإنشاء، وفي التربية والتكوين، وكما نزل
القرآن بالتدريج وليس دفعة واحدة، كان التدرج كذلك سمةً عامة في السنة
النبوية المطهرة.
وكما ينمو الجسم
الإنساني بتدرج، فإن بناء الفرد الرباني وقيام المجتمع الإسلامي
المثالي كذلك لا بد أن يتم بتدرج، فعلى الدعاة والمصلحين أن
يجتهدوا ويسلكوا سبيل التدرج للوصول إلى الهدف المنشود شيئًا
فشيئًا، ولا يتعجلوا النتائج.
وأذكر هنا علامةً من
علامات النبوة، ومعجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم، وهي إضافةٌ
جديدة لِما يُسمَّى بالإعجاز العلمي، ودليل باهر على عظمة هذا
النبي الذي لم يدرس ولم يتخصَّص في علم "الكيمياء"،
ولا في علم "الجيولوجيا"،
فهو في المقام الأول خبير نفوس لا ينطق عن الهوى، قال تعالى: ﴿
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى
* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ
يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى ﴾ [النجم: 3 - 5]، وهذه الإضافة هي:
معادن الأرض ومعادن الناس:
روى الإمام مسلم -
رحمه الله تعالى - في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تجدون الناس معادن، فخيارهم في
الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا
الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه، وتجدون من شرار الناس ذا الوجهين
الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه))[14].
هذا حديث وهناك حديث
آخر يتحدَّث عن ذات القضية، وهو عن أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه
قال: ((الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية
خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ فما تعارف منها
ائتلف، وما تناكر منها اختلف))[15].
وسوف أتناول الكلام عن
هذين الحديثين من زاوية تهمُّ الدعاةَ وتتصل بأمر الدعوة؛ لأن
الداعي إنسان، وهدفه هداية الناس، فهو يتعامل مع البشر، وأصل البشر
هو الأرض بما تحويه أو تحتويه من معادن أو عناصر، وكل عنصر له صفات
مميزة (كسائر البشر)، ولا
يكاد يتَّفِق عنصر مع عنصر آخر في جميع الصفات من ناحية الصلابة،
أو الصلادة (عدم الخدش)، أو
الأصالة، أو الفاعلية (التفاعل مع
الآخر)، أو الخمول (عدم
الانفعال تجاه الآخر)، أو التشكُّل (التحول
من حالة إلى حالة)، أو الندرة، كما هو معلوم، ومما يتعلمه
الطلاب في المدارس ابتداءً من الصف الثالث الإعدادي[16]
أن العناصر الأرضية قد ترتبت ترتيبًا تدريجيًّا حسب أعدادها الذرية
فيما يعرف بالجدول الدوري للعناصر، وبالرجوع إلى كتاب الصف الثالث
الإعدادي (الأزهري والعام)
في مادة العلوم، سوف نجد ما يلي:
أن عناصر الأرض تنقسم إلى ما يلي:
1- فلزَّات.
2- أشباه الفلزَّات.
3- لا فلزَّات.
4- عناصر مشعة وعناصر نادرة.
1- الفلزات:
وتتدرج من عنصر (الصوديوم
والبوتاسيوم)، وهما الأكثر نشاطًا وتفاعلاً من الناحية
الكيميائية، ثم (الباريوم،
والنُّحاس، والحديد، والرصاص)، ثم الذهب والفضة، وهما الأقل
نشاطًا والأكثر ثباتًا ومقاومة للمؤثرات الخارجية، وتتميز الفلزات
بالقدرة على التوصيل الحراري والكهربائي، وأنها تحمل عند التأيُّن
(في الماء) شحنات موجبة.
2- أشباه فلزات؛ مثل عنصري
السليكون والزرنيخ، وتتسم هذه العناصر بسمة التشكيل والتذبذب بين
الفلزات واللا فلزات، وليست لها صفات ثابتة، فهي مرة فلز، ومرة لا
فلز.
3- اللا فلزات؛ مثل عنصر
الكربون والكبريت والفسفور والنتروجين، وهذه تحمل صفات على العكس
والنقيض من الفلزات، فهي بطيئة التفاعل، وخاملة، وغير موصلة
للحرارة والكهرباء، وتحمل عند التأين شحنات سالبة.
4- العناصر المشعة النادرة،
وهي قليلة جدًّا، وتقع في الجدول الدوري في نهاية كل مجموعة من
مجموعات العناصر الانتقالية، وهي التي تقع بين العناصر النشطة
والغازات النبيلة أو (الخاملة)،
ومثال العناصر المشعة؛ الفرنسيوم، واليورانيوم، والبلوتونيوم.
هناك مجموعة خامسة
تُسمَّى بالغازات النبيلة، وهي توجد في الكون في حالة خاملة
ومستقرة، لا تميل إلى التفاعل مع الآخر؛ مثل النيون، والآرجون،
والرادون.
هذا، وقد تم اكتشاف
مائة وأربعة عشر عنصرًا (114) في الأرض وفي الهواء الجوي (كعدد
سور القرآن!)، وأضيف إلى ذلك أن جسم الإنسان يحتوي على
غالبية هذه العناصر، كما أنه يحتاج إليها لاستمرار النمو، وما يلزم
العمليات الحيوية التي تتم داخل الخلية والجسم الإنساني؛ ولهذا نجد
معظم الأدوية المقوية والمنشطة تحتوي على كثير من هذه العناصر
بصورة ثابتة ومحدودة ومنتظمة لأداء بعض الوظائف الحيوية، خصوصًا
عضلة القلب، ومن هذه العناصر عنصر الصوديوم (الموجود
في ملح الطعام)، والبوتاسيوم الذي يؤدي فقدُه إلى حالة
الجفاف، والكالسيوم (والذي تبنَى
منه العظام، وتتناوله النساء خصوصًا الحوامل في فترة الحمل
والرضاعة في صورة مادة كاربونات الكالسيوم، وهو حجر موجود في
الأرض، ولكن بصورة أو بشكل دوائي)، وأيضًا عنصر الحديد (المكون
لمادة الهيموجلوبين).
ومن هنا سأُبيِّن
العَلاقة ووجه الشبه والتمثيل الذي نطق به النبي صلى الله عليه
وسلم في قوله: ((الناس معادن))، وأستطيع القول: إن صفات الناس
وطبائعهم التي طبعهم الله عليها تختلف كما تختلف صفات العناصر، بل
ولها صفات تلك العناصر، وبيان ذلك ما يلي:
1- فهناك من الناس معدِنُهم
كالصوديوم والبوتاسيوم، فهم في نشاط مستمر، وعمل دائب، لا يكل ولا
يمل، كثير العطاء وإيجابي، خصوصًا إذا علمنا أن ذرة الصوديوم تحمل
في مدارها الخارجي "إلكترونًا" واحدًا؛ لذا فهي تميل إلى فقده؛ أي
تجود به على عنصر آخر، وتبقى هي موجبة الشحنة، ومن هنا كان العطاء
والإيجابية تجاه الآخرين والفاعلية والتأثير، فهذا الصنف فاعل
ومؤثِّر، ولا يهدأ له بال، ولا يستقر له حال، حتى يحقق الهدف الذي
يسعى إليه، وهو كذلك يحمل عن الناس أثقالهم، ويتفانَى في خدمة
الآخرين، ولعل هؤلاء الذين جاء الحديث عنهم في القرآن وفي السنة:
أما في القرآن، فقوله
تعالى: ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ
الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾ [ص:
24]، وفي تفسير قوله تعالى: ﴿
وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾، ذكر القرطبي - رحمه الله تعالى -:
(يعني الصالحين؛ أي: وقليل هم، وسمع عمر رضي الله عنه رجلاً يقول
في دعائه: اللهم اجعلني من عبادك القليل، فقال له عمر: ما هذا
الدعاء؟ فقال: أردت قول الله - عز وجل -: ﴿
إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ ﴾، فقال عمر: كل الناس
أفقه منك يا عمر)[17]،
ومثل ذلك في القرآن كثير.
وأما في السنة،
فقد ذكر البخاري - رحمه الله تعالى - في باب (رفع الأمانة) عن
عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: ((إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة)).
قال ابن حجر - رحمه الله - في شرح
الحديث:
(والمعنى أن أكثر
الناس أهل نقص، وأما أهل الفضل، فعددهم قليل، وذكر القرطبي: الذي
يناسب التمثيل أن الرجل الجواد الذي يحمل أثقال الناس والحَمَالات
عنهم، ويكشف كُرُبَهم - عزيز الوجود كالراحلة في الإبل الكثيرة)[18]،
وأستطيع أن أنسب الداعي المثال إلى هذه المجموعة.
والعجيب أن عناصر هذه
المجموعة تسمى علميًّا (مجموعة
الأقلاء)، وهم فعلاً أقلاء يوجدون بنسبة قليلة بين الكثرة
من الناس.
2- صنف آخر من الناس يتلوَّن
ويتشكَّل حسب الحال والجو العام، وهو الذي يشبه مجموعة أشباه
الفلزات، ولعل هؤلاء الذين سماهم القرآن بالمنافقين، والكلام عنهم
كثير في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا
إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ ﴾ [النساء: 143].
3- صنف ثالث من الناس، تجده
خاملاً، بطيء التأثر، بطيء الاستجابة، وأحيانًا تجده متبلِّد الحس،
لا يستجيب إلا بمؤثرات قوية، ولا يتحرك إلا بالتعنيف والمعاملة
بالشدة، بالضبط كمثل النوع الثالث من العناصر، وهي اللا فلزات، فهي
خاملة من الناحية الكيميائية، بطيئة التفاعل، لا تتأثر ولا تتفاعل
إلا تحت ظروف صعبة وقوية، وفي وجود محفزات، وهي مع ذلك سلبية؛ (حيث
إن اللا فلزَّات حينما تتفاعل، فإنها تكتسب إلكترونات فتكون سالبة
الشحنة)، وهي في غالب الأمر متأثرة تحت ظروف وضغوط قوية
وليست مؤثرة.
ولعل من هؤلاء قساة
القلوب، كاليهود وأشباههم، وقد قال الله تعالى فيهم: ﴿
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ
ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ
الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ
مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ
مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ
بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74].
ومنهم كذلك الذين
يجادلون ويحبُّون الجدال، ولا يحبون اللين والرفق، وقد تفيد معهم
الشدةُ والتعنيف في دعوتهم ومحاولة هدايتهم؛ لذا فعلى الداعي أن
يصبر على هؤلاء.
4- وأما الصنف الرابع، فهو
نادر الوجود؛ كالعناصر المشعة، وكما هي قلة في الأرض، كذلك فهي قلة
في التاريخ الإنساني، تأثيرها في حياتها وبعد مماتها، بل إن
تأثيرها دائم ما دامت الحياة، ولعل من هذا الصنف الرسل والأنبياء،
وأصحاب الدعوات والاكتشافات المهمة والخطيرة والمؤثرة في الحياة
الإنسانية، والمجددون، ولهذا الصنف تأثير عام وشامل في كل شيء، كما
أن للعنصر المشع تأثيرًا عامًّا وشاملاً في كل العناصر.
ثم أعود إلى الحديث
مرة ثانية، والذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله
عنه يرفعه قال: ((الناس معادن كمعادن الذهب والفِضِّة، خيارهم في
الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة؛ ما
تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف))؛ لأقول: ما عَلاقة شطر
الحديث الأول بشطره الثاني؛ أي ما علاقة ((الناس معادن)) بقوله:
((الأرواح جنود مجندة))؟
وأجيب، فأقول: إن
العَلاقة وطيدة ومباشرة، فكما أن أي معدِن (أو
عنصر) لا يتفاعل مع أي معدِن (أو
عنصر)، فكذلك فأي إنسان لا تميل روحه لأي إنسان، فلا بد
إذًا من رابطة تربط بين إنسان وإنسان، وكما أن الروابط التي تربط
بين عنصرين معينين إما رابطة أيونية أو تساهمية (كما
تسمى في علم الكيمياء)، فكذلك الرابطة بين شخصين هي الرابطة
الروحية؛ أي: تلاقي الأرواح وتَوافُقها.
وكما أنه يُوجَد من
العناصر ما يحمِل شحنةً موجبة، ومنها ما يحمل شحنة سالبة، فإن من
الثابت - فيزيائيًّا - أن الأقطاب الموجبة تتنافر، والأقطاب
السالبة تتنافر، بمعنى أن الأقطاب المتشابهة تتنافر، والمختلفة
تتجاذب؛ (أي إن السالب مع السالب
يتنافر، والموجب مع الموجب يتنافر، والسالب مع الموجب يتجاذب)!
ولعل محتوى جسم بشري
معيَّن من بعض العناصر، ونِسَب وجود هذه العناصر، واختلاف هذه
النسب من شخص لآخر أو اتفاقها، هو السر في تلاقي الأرواح أو
تنافرها، والله تعالى أعلى وأعلم.
ولعلي لم أذهب بعيدًا، فهذا الأستاذ
الدكتور خالص جلبي يقول في كتاب (ظاهرة المحنة) ما يلي:
(ولا شك أن هناك
عنصرًا ثابتًا في تكوينِ الخريطة النفسية للإنسان، وهي الشفرة
الأولية في الكروموسومات (بكيفيةٍ ما زالت سرًّا حتى الآن)، ولكن
مع هذا يبقى عنصر السنة في الموضوع
لا يتبدَّل، وإن كان جهلنا لم يمنَحْنا كشف اللثام عنه، ثم تتدخَّل
عوامل البيئة في التكوين الجديد للبِنْية النفسية، وقد انتبه ابن
خلدون إلى تأثير الهواء والغذاء في الأخلاق وطبائع البشر، بل هناك
اليوم أبحاث حديثه في عَلاقة الأحماض الأمينية بأخلاق البشر)[19].
ويعلق فضيلته على الحديث السابق،
ويتحدث عن أنواع العناصر، فيقسمها إلى:
1- العنصر شديد الفعالية؛
مثل الصوديوم (أحد عنصري الملح).
2- الصلب الثابت؛ مثل النحاس
والحديد (قد يصيبه الصدأ).
3- الأصيل الذي لا يصدأ؛ مثل
الذهب والفضة.
4- المشع مثل الراديوم
والبلوتونيوم، وهي تعتبر من العناصر النادرة، في نفس الوقت
"تفجيرية"، فصنعت منها القنابل الذرية.
ويقول: وصدق رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فمعادن الناس تمشي تقريبًا مع هذا الترتيب:
1- فمنها ما هو الخفيف الذي
يحترق مع أدنى حرارة، ويُحدِث الحرائق إذا كُلف بالمهمات.
2- ومنها ما هو شبه الرجل
على غرار شبه المعدن (الكبريت)
الهش، (ولونه أصفر باهت).
وعناصر الناس ومعادنهم
تبقى أشبه بالسر حتى تجيء المحنة، فتكشف نوع المعدن كما جاء في
سورة الرعد: ﴿ وَمِمَّا يُوقِدُونَ
عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ
مِثْلُهُ ﴾ [الرعد: 17]، أو كما جاء في سورة الأحزاب: ﴿
تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي
يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ﴾ [الأحزاب: 19]؛ لذا كانت
المحنة لا مفرَّ منها ولا بد؛ لكشف نوعية المعدِن وتطهيره.
وهكذا، فبجانب الإنسان
الخامل بطيء التفاعل، يوجد شديد الفعالية، جم الحركة، وفولاذي
الأعصاب كالحديد، وهناك التقيُّ الأصيل، وهناك البشر العظماء
المشعُّون، وهذا جانبٌ آخر من جوانب الحديث، وهو تأثير المحنة أو
الفتنة على أصناف البشر واختبار معادن الناس.
يقول - عز وجل -: ﴿
إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ
يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا
الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ
وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ
بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا
وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26].
ويقول - عز وجل -: ﴿
أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا
رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ
حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ
الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ
يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17]، وهو قانون
البقاء للأنفع في قوله تعالى: ﴿
وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ
﴾.
ويقول - عز وجل -: ﴿
أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا
أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾
[العنكبوت: 2].
جاء في المعجم: (فتن)
الذهب يفتنه: إذا أدخله النار لينظر ما جودته، ودينار مفتون؛ أي:
ممتحن، ويسمى الصائغ: الفَتَّان، وكذا الشيطان، والفَتْن: الإحراق،
وافتُتن الرجل، وفُتن: إذا أصابته فتنة، وكذا إذا اختُبر[20].
وهكذا فكما تتدرج
العناصر في صفاتها من حيث الرقة والصلابة، والفاعلية والخمول،
والكثرة والندرة، فكذلك البشر كمعادن الأرض، ومن هنا يجب على
الداعي الذكي أن يكون خبيرًا بطبائع البشر، عليمًا بأحوالهم، فهو
طبيب القلوب، ومصلح النفوس، وداعي الناس إلى ما فيه الصلاح والفلاح
في الدنيا والآخرة؛ فلا بد أن يكون خبيرًا بأحوال مَن يُخاطِبهم،
فالنفوس الإنسانية مختلفة الماهية والحقيقة.
يقول الإمام الرازي -
رحمه الله تعالى - في تفسير قوله تعالى: ﴿
هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ
﴾ [آل عمران: 163]:
(تقدير الكلام: لهم
درجات عند الله، إلا أنه حسُن هذا الحذف؛ لأن اختلاف أعمالهم قد صيَّرتهم
بمنزلة الأشياء المختلفة في ذواتها، والحكماء يقولون: إن النفوس
الإنسانية مختلفة الماهية والحقيقة؛ فبعضها ذكية، وبعضها بليدة،
وبعضها مشرقة نورانية (كالعناصر المشعة)، وبعضها كدرة ظلمانية (كالعناصر
الخاملة)، وبعضها خيِّرة، وبعضها نذلة، واختلاف هذه الصفات ليس
لاختلاف الأمزجة البدنية، بل لاختلاف ماهيات النفوس؛ ولذلك قال صلى
الله عليه وسلم: ((الناس معادن كمعادن الذهب والفضة))، وقال: ((الأرواح
جنود مجندة))، وإذا كان كذلك ثبت أن الناس في أنفسهم درجات لا أن
لهم درجات)[21].
وهكذا علم النبي صلى
الله عليه وسلم وعلمنا أنه كما أن معادن الأرض مختلفة في صفاتها،
ومن الأرض خُلق الناس، فكذلك الناس مختلفون، وهم درجات في صفاتهم،
فمنهم الذكي الفاعل المؤثر كعناصر الأقلاء، ومنهم البليد الخامل
كالعناصر الخاملة، ومنها النوراني المشرق كالعناصر المشعة.
ثم تأتي المواقف
والأزمات لتصقل معدِن الإنسان، وتظهر حقيقتَه في الصعاب، وحقيقة
نفسه الكامنة، وصفاتها المغمورة، فإن الأحداث تكشف المستور،
والامتحانات تميز الخبيث من الطيب، كمَن يفتِن المعدن ليُخرِج خبثه،
ويبقى أصله وحقيقته، ويبقى نفعه، أليست هذه من معجزات الرسول صلى
الله عليه وسلم، وحقيقة علمية ودعوية؟
من كتاب: "خصيصة التدرج في
الدعوة إلى الله (فقه التدرج)"
[1] صحيح مسلم بشرح النووي، دار الشعب، المجلد الأول ص
166.
[2] مفاتيح الغيب جزء 12 ص175.
[3] صحيح مسلم، المجلد الأول ص 209.
[4] صحيح مسلم بشرح النووي، المجلد الأول ص 209.
[5] المرجع السابق ص 225.
[6] صحيح مسلم، المجلد الأول ص 377.
[7] المرجع السابق.
[8] وقد تترك الصلاة لعذر، بخلاف التوحيد، فلا يترك
بعذر أو بغير عذر.
[9] وقد يترك لعذر كما في المرض والسفر.
[10] فتح الباري جزء 1 ص 42 باب دعاؤكم إيمانكم.
[11] فتح الباري جزء 1 ص 181.
[12] المرجع السابق جزء 1 ص 181.
[13] في ظلال القرآن جزء 2 ص 1005، 1008 باختصار، طبعة
دار الشروق الثالثة 1977م، المجلد الثاني، الأجزاء 5 - 7.
[14] صحيح مسلم بشرح النووي، باب خيار الناس، المجلد
الخامس، دار الشعب ص 386.
[15] صحيح مسلم بشرح النووي، باب الأرواح جنود مجندة،
المجلد الخامس ص 491.
[16] كتاب العلوم وحياة الإنسان، طبعة وزارة التربية
والتعليم المصرية، الصف الثالث الإعدادي 2003 - 2004 ص 7.
[17] تفسير القرطبي، جزء 8 ص 5623.
[18] فتح الباري، باب رفع الأمانة، جزء 11 ص 281.
[19] كتاب ظاهرة المحنة محاولة لدراسة سُنَنية؛ د.
خالص جلبي، دار القلم طبعة 2، 1992 الكويت ص 112.
[20] مختار الصحاح ص 432.
[21] مفاتيح الغيب جزء 4 ص543.
|
الخميس، 20 أكتوبر 2016
- تعليقات بلوجر
- تعليقات الفيس بوك
Item Reviewed: التدرج في السنة النبوية المطهرة
Rating: 5
Reviewed By: chalhaoui